السبت، 27 يناير 2018

عندما يبقيك الإكتئاب في السرير


إنها الرابعة صباحا والغرفة حالكة السواد. كل ما أراه هو الظلام, كل ما أشعر به هو الخمول والخدر.
جسدي يؤلمني من التقلب يمنة ويسرة على السرير لساعات .
أريد النوم لأنني منهكه نفسيا وجسديا, ولكن عقلي لا يدعني فالافكار لا تتوقف عن التسابق الى ذهني.
هذه الأفكار لاتدفق بشكل مستمر بل أكثر, إنها مثل ألم المسامير التي تضرب في نفس المكان مرارا وتكرارا.
فقط يصرخ باستمرار في الصمت الذي يملأ الغرفة.
لا أستطيع البكاء بعد الأن, أنا لم أبكي منذ أسابيع أنا في الحقيقة لا أشعر بأي شيء سوى بالخدر.
الناس يعتقدون بأن الاكتئاب عبارة عن الحزن والبكاء , لكنه ليس كذلك.
هذا أمر مخيف, أود أن أكون ميتا على أن أتحمل ليلة واحدة أخرى من هذه.
إنها الخامسة والنصف صباحا وقد كنت أشاهد مقاطع الفيديو على اليوتيوب دون أن أهتم بمرور الوقت.
الأن إنها الواحدة والنصف مساء, لقد أستيقظت مرة أخرى, يفترض أن أكون غارقة في النوم ولكني أشعر بالاشمئزاز والجفاف وبأن جسدي ثقيل جدا كحقيبة محملة بالصخور وكل عضلة في جسدي تؤلمني.
لم أنهض من السرير لأيام إلا للذهاب لدورة المياة , أشعر بالضجر و الالم في رأسي ولكن لا أريد الحراك من السرير ولا أستطيع الحراك , لذلك أعود للنوم لأنه الخيار الأسهل والوحيد الأن.
إنها الثالثة والنصف مساء , غرفتي حارة ولا زلت أشعر بالخدر مع الشعور بالذنب والاشمئزاز من نفسي لبقائي في السرير طيلة اليوم.
معدتي تصدر صوتا ولكن أنا متعبه جدا لايمكنني الحراك وأخذ بعض الطعام.
لم أستحم منذ أسبوع شعري مليء بالعقد, ولجسدي رائحة لا أستطيع وصفها .
لا أهتم لكل هذا ففكرة النهوض من السرير و السير لدورة المياة, إزالة كل قطعه من الثياب , فتح ستارة حوض الاستحمام , فتح صنبور الماء , الدخول الى حوض الاستحمام ثم السماح للماء بملامسة جلدي , فتح علب الصابون , وضع الصابون على جسدي و شعري , غسل شعري عدة مرات ثم غسل جسدي وشعري بالماء مرة اخرى, إغلاق صنبور الماء ثم الخروج من حوض الاستحمام ,اخذ منشفة لتجفيف نفسي بها , تجفيف كامل جسدي و شعري , إرتداء الملابس ثم الجلوس مجددا ! هذا شاق.
أخيرا إنها الخامسة مساء , عائلتي في المنزل , وجدتني أمي في غرفتي ولم تكن سعيدة لهذا لانني كنت في السرير طوال الوقت كما الحال طوال الليل .
يصعب عليك فهم الاكتئاب مالم تجربه بنفسك, لذلك انا لا الومها , أنا ايضا لا افهمه.
وبالرغم من ذلك فهي لا تزال تدعمني وتساعدني على ضعفي تمسك بجسدي النحيل لنزول السلم, تطعمني وتتأكد من شربي للماء.
لولا أمي لما غادرت السرير أبدا.
ترجمة : رحاب محمد
رابط المقالة الأصلية:psychcentral


هناك تعليق واحد:

  1. مؤلمه حالة المكتئب ولا يستيطع وصف الحاله والمشاعر الا من مر على هذه المشاعر :(

    ردحذف

يد تسبح و يد تذبح

                                                                                                   ...